Monday, January 28, 2008

الإنسان الذي تصنعه سياسات الانفلات الأمني سلبي ومنعزل أم عنيف


الإنسان الذي تصنعه سياسات الانفلات الأمني سلبي ومنعزل أم عنيف

المعتقلات والسجون مليئة بالأمثلة الصريحة ويوجد بالمعتقلات أعداد لا حصر لها من المعتقلين من يستحق الاعتقال وأيضا لا يستحق ومن بين هؤلاء نجد أن المعتقلين تحت مسمى الجماعات الإسلامية أو المتطرفين دينيا الأبرز بين هؤلاء فيوجد من أعتقل وهو لا دخل له بالسياسة أو التطرف الديني وإنما هو التزام ديني على الأكثر وبعد اعتقالهم أكثر من عشرات سنوات على حد التعبير ويفرج عنهم تجد أغلبهم في دوامة بعيدة عن دوامة المجتمع لذلك السؤال طرح نفسه هل الإنسان الذي تصنعه سياسات التطرف الأمني سلبي ومنعزل أم عنيف ؟ ونجد أن طلال الأنصاري أحد أمثلة التطرف الديني في قضية الفنية العسكرية الشهيرة ويحدثنا أن المعتقل بعد خروجه دائما ما يمر بمرحلة كبيرة من العمر تتنوع من شخص إلى آخر والتي تصل إلى عشر وخمسة عشر سنة في المعتقلات والسجون ويؤكد أنه في هذا الوقت يكون تعدى سن 35 سنة أو 40 على أقل تقدير وفي هذا السن الحرج لا يشغله سوى لملمة جراحه المعيشية والصحية وأن من أهم الأدبيات الاعتقاد عند المعتقل أنه إذا أعتقل 5 سنوات فيلزمه ثلاثة أضعاف هذه المدة كي يعالجها في ظل الظروف المعيشية الصعبة وأن من أهم ما يشغل باله هو تكوين المشاريع الأساسية لتكوين أسرة وعمل يوفر له أساسيات الحياة المناسبة ، أما بعد ذلك فلا يهمه سوى القضايا الخاصة بالحريات كما أي مواطن ولعل أبرز ما يعوق المعتقل هو علاقته بالمجتمع والتي تتمثل في حقيقة ثقافة الخوف لدى فئات الشعب وإن كانت الفئات الشعبية وإن كانت الفئات الوسطى هي الأكثر بعدا عن الانخراط بالمعتقلين وأن أهم هذا هو احتقان الشعب الشديد والغضب المكبوت وإحساس المجتمع بالقهر هو ما يجعل المعتقل في حالة تجعله أكثر سلبية ويحدثنا د/ محمد عبد المنعم شلبي من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن أي معتقل تحدد حياته حسب معاملة الأمن له بعد خروجه وفقا لمعايير النظام السياسي ودائرة علاقاته التي تجعله يضع أصدقائه وحضومه وأكد أن أي شخص عاقل أعتقل بدون أي ذنب لابد أن يحمل حقد وضغينة للنظام الذي أدى إلى اعتقاله وأن الفئات الوسطى من الأسباب التي تؤدي إلى إعاقة المفرج عنهم من الخروج من هذه الحالة لعدم انخراطهم به أما الفئات الشعبية فهي الأكثر تعاطفا معهم حتى لو كان هذا المعتقل متطرف فعلا أم لا فالتعاطف موجود بالفعل بين هذه الطبقة دون غيرها ويحدثنا أ.د/ عادل عبد المحسن أستاذ علم اجتماع يؤكد أن ردود الأفعال العنيفة محتملة وهذا وارد من الجانب النفسي والاجتماعي وأيضا يوجد منهم ما ينعزل عن المجتمع انعزالا كاملا وهذا نادرا ما يحدث ولكن يوجد أيضا أمثلة حية في المعتقلات وهي المجموعة التي تكمل دراستها الجامعية وهي بالمعتقل ويوجد أيضا من يعيد ترتيب نفسه ويحاول أن يعرف كل شيء عن الحياة السياسية والفكرية حوله والتي من الجائز أن يحمل هذا الفكر فكرا عدوانيا للظلم الذي حدث له وهذا يحدث عندما يحدث له المفاجأة المقصود بها المعتقل عي السبب الرئيسي في التركيبة النفسية حوله .

صدام حسين عاش فى مصر لاكمال دراسته


قصة صدام في مصر: كان جريئا... كريما... ويحبّ الجميع لا يزال حي الدقي الشهير بوسط القاهرة يحتفظ بذكرياته عن صدام حسين الذي عاش فيه ثلاث سنوات، على الرغم من أن أربعين عاما مرت على وجوده هناك عندما جاء للقاهرة لإكمال دراساته التي تركها قبل انضمامه للتنظيمات السرية لحزب البعث الذي كان في طور النشأة آنذاك، فالتحق بمدرسة قصر «النيل» الثانوية التي تقع في قلب ميدان «الدقي»، ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة التي لاتبعد كثيرا عن حي الدقي الذي كان ومازال يعج بالدارسين العرب في هذه الجامعة العريقة.وأكد أناس كثيرون أن شخصية صدام حسين لا تنسى، وأنهم مازالوا يحتفظون بذكرياتهم معه، لأنه كان من أشهر الطلاب العراقيين بسبب مشاغباته الكثيرة ووجوده على رأس مجموعة كبيرة من العراقيين يظهر فيها كقائد، فقد كانت شخصيته كما يتذكرون قوية جدا، وفي الوقت نفسه يتميز بالكرم والعطف على الآخرين، فلا يرد من يطلب مساعدته، ودائما ما يظهر قويا وجريئا.وقد كان صدام حسين دائم التردد على مقهى «إنديانا» الشهير وسط ميدان «الدقي»، ويتذكر بعض العاملين بالمقهى أنه كان أحيانا يحب الجلوس بمفرده على المائدة رقم (4) ليتناول قهوته ويقرأ كتبه الدراسية، وقد نشأت بينه وبين عم حنفي صاحب المقهى علاقة قوية، فقد كان يرحب دائما بصدام عند مجيئه وينصحه بالابتعاد عن «المشكلات» والسياسة التي كان يتحدث في أمورها مع عم حنفي فقط، وقد ظلت العلاقة وطيدة بينهما حتى بعد عودة صدام إلى العراق، فقد كان يعطف عليه لعلمه بوجود ابنة له مريضة، وكان كثيرا ما يرسل له نقودا وهدايا عن طريق السفارة، ويعالج ابنته المريضة على نفقته، وكان عم حنفي الذي توفي قبل سنوات يردد دائما أن صدام حسين إنسان شهم.ويتذكر العاملون بمقهى «إنديانا» أنه بعد تولي صدام حسين الحكم في العراق جاء إلى المقهى وتناول قهوته على مائدته المفضلة وسدد ديونه ودفع هبة (500 دولار) وترك بعض الهدايا.ومن عادات صدام حسين اليومية داخل حي الدقي أنه كان يتناول طعامه في مطعم «كبابجي» الدقي، وكان يعد له الطعام الحاج عبدالقادر الخولي الذي يبلغ من العمر80 عاما، ويقول: كنت أعامله كزبون عادي فلم أتوقع أنه رجل عسكري أو أنه سيكون له شأن يوما ما، وكان طلبه لا يخرج عن لمجات الإسكالوب والروزبيف في العيش، فهو لا يحب الأرز أو الخضراوات، وعندما كان يدخل المقهى يرسل لي النادل للإسراع بالطلب، وفي أحيان كثيرة لم يكن يملك ثمن اللمجة، فكان يؤجل الدفع لأيام، لكنه كان حريصا على سداد كل ديونه، وعندما ترقى وتولى منصب رئيس العراق لم أره أبدا.ويحكي عم محمد شرقاوي أشهر سمسار شقق في الدقي ومن أول المصريين الذين وطد معهم صدام علاقته: كان صدام دائم القلق، يحب تغيير مسكنه كثيرا، وأول مرة رأيته قال لي: أريد أن أسكن في مكان غير مشهور ومن الصعب الوصول إلىه، ولم أسأله عن السر على الرغم من أنني كنت أراه دائما مع أصدقاء كثيرين في المقهى.وعندما وجدت له في البداية شقة في إحدى العمارات بجوار الميدان فرح بها وأعطاني السمسرة، وبعد ساعات جاءني مرة أخرى طالبا سكنا آخر ووجدته غاضبا فخشيت أن أسأله وأخذته إلى شقة بشارع النيل في الدور الثالث، وكنت أعلم أنها شقة لا يحبها معظم الزبائن، لكنني فوجئت به يشكرني وأعطاني حقي، وهمس في أذني بألا أخطر أحدا بمكان سكنه الجديد.وظل يقطن في هذه الشقة ما لا يقل عن سبعة أشهر ثم انتقل للمعيشة مع حيدر السامرائي في شارع سليمان جوهر في الدقي، وجاءني مرة أخرى لأجد له سكنا جديدا ووجدت له مسكنا في المهندسين خلف نادي الصيد أعجبته جدا وكان إيجارها22 جنيها، عاش بها لمدة عام ثم انتقل إلى الإسكندرية ليعيش هناك في شقة مع بعض زملائه إلى أن حدثت مشكلة كبيرة ومشادة مع زملائه انتهت بانتحار الخادمة, وبعدها قال الرئيس جمال عبدالناصر: إن مشكلاته كثيرة، وقام بترحيله، وهذا ما أكده أصدقاؤه العراقيون على المقهى، وفق ما نقلته «الأهرام» المصرية.ويضيف عم شرقاوي أن العيب الوحيد في شخصية صدام هو اندفاعه القوي وشغبه الدائم، فعندما تحول مقهى إنديانا إلى مطعم انتقلت جلساتهم إلى مقهى البداري في ميدان الدقي نفسه، فكانوا يبدأون جلساتهم بالضحك وتحية صاحب المقهى والموجودين ثم بعد ذلك وخلال دقائق من وصول صدام وجلوسه يضربون بعضهم بالكراسي، وعندما يسأل أحد عن السبب كان يتعرض للإهانات، إلا أنه في ذات مرة حاولت التدخل فصدني طارق عزيز ونهرني فوجدت صدام يمنعه ويقول له بأنني رجل طيب لا أستحق ذلك، وفوجئت به في اليوم التالي يصطحب صديقه طارق عزيز ليقدم لي الاعتذار. ويؤكد عم شرقاوي أن بواب العمارة كان من المقربين جدا لصدام حسين، لأن البواب كان لا يخبر أحدا بوجوده، ما عدا أشخاصا معينين، وبعدما رحل صدام حسين عن مصر كان يرسل أموالا إلى البواب، كما أرسل له مبلغا من المال عندما أتى إلى القاهرة عام1989 لحضور القمة العربية، وقد رحل البواب منذ عدة سنوات.ويجمع السكان القدامى على أن صدام حسين لم يكن له أصدقاء في الحي سوى اثنين، الأول هو الصيدلي لويس وليم صاحب إحدى الصيدليات الشهيرة بالدقي، فقد كان صدام دائم الجلوس في الصيدلية مع رفاقه، وكان يذهب معه إلى البيت ويجلسان أوقاتا طويلة من الليل، وظلت علاقته قائمة به حتى وقت قريب وسافر الصيدلي كثيرا إلى العراق لزيارة صدام، وحينما وجدنا الدكتور لويس رفض التحدث عن ذكرياته مع صدام.أما صديقه الثاني ويدعى محمد المصري فلم نعثر له على أثر في حي الدقي.ومن الأشخاص الذين تمتعوا بصداقة صدام حسين الحاج سيد الحلاق، الذي يتميز زبائنه بأن معظمهم من العرب الدارسين في مصر، وهو يقول عن صدام: لم يظهر يوما أنه سيكون له شأن كبير، لكنني كنت أشعر دائما أنه رجل عسكري، فقد كان أنيقا يرتدي الزي العسكري دون نياشين وكان متواضعا يحلق عندي مقابل25 قرشا، حينما يكون مريضا يرسل لي وأذهب لأحلق له في منزله هو وأصدقائه ويدفع لي أجري وأكثر، وكان صدام يحب الجلوس عندي خاصة في الأوقات التي لا يكون صديقه لويس موجودا، وكان يطلب مني الجلوس أمام المحل ومعه أحمد حسن البكر الذي شاركه في الانقلاب ضد نظام الرئيس عبدالرحمن عارف، وسبقه في رئاسة العراق، وكان دائم الجلوس مع طارق عزيز ويطلب مني أن أذهب إلى منزل طارق عزيز لأحلق له لأنه لم يكن يعرفني، وعرفني على العديد من أصدقائه العراقيين الذين كنت أحلق لهم في بيوت للله.