Sunday, February 3, 2008

د.محمد رافت عثمان






الحوار الذى اجرى مع احد اقطاب علماء المسلمين انه الدكتور محمد رافت عثمان العميد لكليتى الشريعة والقانون بجامعة الازهرسابقا لعله يكون خير رفيق للزوار فقد نشر اجزاء منه بجريدة الدستور

س. ما هو تقييمك لعلاقة المثقفين المصريين بالدين؟. (1)

العلاقة بين البعض من المثقفين المصريين وغيرهم من العرب والامور الدينية التى يبدى فيها العلماء اراءهم الشرعية ليست على المستوى الواجب ؛.لان الواجب ان تكون هناك خطوط ثقافية مشتركة بين الفريقين لأمر اراه طبيعيا وهو ان الدين لا يتعارض اطلاقا مع من يرفع لواء الثقافة ؛.بل ان الدين نفسه هو الثقافة ؛لكنها الثقافة الملتزمة بالضوابط الاخلاقية والهادفة الى مصلحة الفرد والامة ؛وليست اى ثقافة حتى لو ادت الى زلزلة المفاهيم الشرعية .
وهذا الكلام يتصل بحرية التعبير؛ فالحرية مطلقة للانسان فى كافة انشطته وعلاقاته وتصرفاته مكفوله فى الشريعة الاسلامية ؛ بل وفى كل الشرائع الالهية لكن لايوجد حريات منضبطة الا اذا كان المجتمع فوضويا.
فالذى اطالب به ان يتعاون المثقفون مع علماء الدين وهم ايضا فى مقدمة المثقفين لان ثقافتهم مبيته على مقاصد الشرع واهدافه وتوجهاته ؛كما ارى ان يتعاون الجميع على العمل للسمو بالفكر عامة وبالفكرالاسلامى خاصة ؛ما دام قائما من عالم الدين على اسس الشرع ومقاصده.
فلا فائدة فى ان يعبر البعض بالكتابة او الرسم او اى نوع من انواع التعبير ويكون فى هذا مساسا بالمفاهيم الدينية او بما يعظمه الدين والا كان ذلك مؤديا الى تشتيت افكار الجماهير ؛ومن مهمة النثقفين ان يساعدوا على شيوع الثقافة وعلماء الدين هم حملة مشعل الثقافة الخلقية السامية.

س. ما هى اسباب التعارض بين حرية المبدع والدين؟.

لا توجد حريات مطلقة فى اى شىء ؛فكل انواع السلوك الانسانى ؛بما فيها الوان التعبيرالمختلفة لابد ان تلتزم بضوابط ؛ فلو كانت هناك حريات مطلقة لما كان هناك داع فى اى مجتمع انسانى اى ان يضع القوانين والنظم التى تضبط سلوك افراده وعلاقاتهم بعضهم ببعض ؛ بل حتى الامور المباحة لابد فيها من ضوابط ؛ فالسير فى الشوارع مثلا لا يتصور فيه ان يسير الانسان على هواه وكيف شاءت نفسه ؛ والا سمحنا له بان يمشى عاريا نحجة الحرية ؛او يعاكس النساء الى اخر ما يمكم ان يتصوره تحت هذه الحجة ؛ فهذا المفهوم للحرية لا يكون الا فى مجتمع الحيوانات ؛ فالحيوانات هى التى تسيروفق هواها ولا يضبط تصرفاتها ضوابط من اخلاق او قانون ؛ ولا يوجد فى مجتمعنا جريمة اعتداءعلى حقوق الاخرين .
فالابداع كما اتصوره بعبارة بسيطة ايجاد صورة من العمل الانسانى جميلة نافعة لم يسبق بها صاحبها ؛ هذا هو المعنى الذى اتصوره ؛ لهذا فتكرار اى عمل سابق لايسمى ابداعا؛ ومجالالابداع متعدد ؛ فكما هو فى الكتابة والرسم ؛ والتمثيل ايضا هو فى الفكر النافع المفيد ؛ والاختراعات .
(2)
والابداع او التعبير اذ لم يكن مؤديا الى الفائدة فلا حاجة اليه ؛ وليس معنى هذا ان الاستمتاع بالعمل المبدع ليس فائدة ؛ بل ايضا هو الفائدة ؛ لكن يجب ان يكون استمتاعا ساميا مجرد عن ما يحرمه الشرع وتدينه الاخلاق.

س. كيف ترى وضع الازهر كمؤسسة تعليمية كبرى؟.

الازهر الشريف هومن اكبر المؤسسات التعليمية ان لم يكن اكبرها ؛ والازهر كاى مؤسسة لا تعطى ثمارها الا اذا اخذت حقها مما تحتاج اليه ؛ واذا تاملنا فى هذه الناحية فاننا نجد ان الازهرلا يبساوى فى ما ترصده الدولة للمؤسسات التعليمية من نفقات ؛ فمعلوم جامعة الازهر بها ان سبعون كلية ؛ ومع ذلك لا يوجد لها فى ميزانية الدوبة وما يتناسب مع هذا العدد الكبير من الطلاب والطالبات ؛ فان الازهر هو الواجهة لمصر فى الدول الاسلامية ؛ فاذا اعطينا هذه الواجهة ما تستحق من عناية ورعاية فاننافى نفس الوقت نعمل على ان تكون مصر دائما فى الواجهة المتميزة؛ واذكر كلمة قالها احد اساتذتنا قال (ان حجر فى بناء الازهر اشرف من بناء الاهرام جميعا ) وارى ان المسؤلين فى ادارة جامعة الازهريؤدون واجبهم وعن قول البعض قد ضعف مستوى خريجى الازهرفان ذلك مرجعه الى ان المستوى العام فى كل انواع التعليم ليس محل الرضا ؛ ويحتاج الامر الى النظر الجاد فى الاسباب التى ادت الى تدهور حالة التعليم فى مصر بشكل عام ؛ لان التعليم هو الاساس الاول لحضارة الامم وتقدمها وتفوقها ؛ وما سادت او تكاد تسود العالم الان الا بالعلم الذى اوجد لها القوة التى تتباهى بها امام العالم كله ؛ وعقب الحرب العالمية الثانية وانهزام اليابان بالقنبلة الذرية ؛ دعا المهتمون ببلدهم الى العناية بالعلم ؛ وقال البعض ما هزمنا فى الحرب الا فى المعمل ولان اليابان عملاق علمى ولذلك نطالب بالاهتمام الاكبر بالعلم المادى بجانب الاهتمام بالعلم الدينى الثرى الذى ترفع رايته جامعة الازهر وان تساعدها الدوبلة فى القيام بمهمتها لتكون رافدا دائما يمد البلاد الاسلامية بالعلم الدينى الصحيح البعيد عن التعصب.

س. هل انت مع الافتاء الفردى ام الجماعى ؟.

الافتاء الحقيقى الذى اسميه افتاء لا مشكلة فيه فى مصر ؛ مادام الراى صادر عن شخص متهل علميا للفتوى ؛ فاختلاف الراى سمة صحيحة اذا كانت اراء العلماء لهم حق الفتوى.
وان ما نسمعهم ونشاهدهم ممن ليسوا اهلا للفتوى ؛ ويزجون بانفسهم فى ميدان ليسوا مؤهلين علميا لهم فهم ليسوا مفتين ؛ بل هم متجرئون على عمل لا يجوز لهم شرعا عمله ؛ ففى الحديث الشريف:(اجرؤكم على الفتيا اجرؤكم على النار). وليس اللوم الى
(3)
متوجها الى هؤلاء الذين ليسوا اهلا للفتوى فقط انما اللوم يتوجه ايضا الى الجهات التى تستضيف من ليس اهلا للفتوى وتطلب منه الراى فى قضايا ومسائل اكبر منه ؛ ومن هذه الجهات بعض القنوات التلفزيونية وبعض الصحف ؛ فهذه تريد جذب المشاهدين والقراء الى امر جديد ؛ فيكثر المشاهدون وتوزع الصحيفى ؛ ويكثرالاعلان عبر القناة وعبر الجريدة على حساب الفتاوى الخاصة.

س. وهل الاجتهاد متوفر الان فيمن يفتون الناس ؟.

الاجتهاد كلمة كبيرة جدا فهى مرتبةعلمية ليس من السهل توافرها فى الشخص ؛ لان الاجتهاد وكما عرفه علماؤنا :هو بذل الجهد العلمى فى استنباط الاحكام الشرعية السليمة من ادلتها التفصيلية ؛ ولا يتحقق الجهد العلمى الا من شخص مؤهل لهذا ؛ ولذا فان العلماء يشترطون شروطا مهمة جدا فيمن يمكن ان تتححح فيه مرتبة الاجتهاد ؛ اول هذه الشروط ان يكون له دراية باللغة العربية المقدار الذى يستطيع به ان يفهم نصوص القران الكريم واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك لان القران نزل بلغة العرب فلا بد من الذى يريد استنباط الاحكام له دراية بهذه اللغة ؛ ولو كان القران باللغة الانجليزية او الفرنسية او غيرهما لاشترط فيه الالمام بهذه اللغات.
-وثانى الشرووط ان يكون له الدراية الكاملة بعلم اصول الفقه الاسلامى ؛وذلك لان العلماء وضعوا قانونا لاستنباط الاحكام لا يصح تجاوزه عند ما يتصف بهذا الاتجاه ؛ وهذا العلم هو الذى ابتكره الامام الشافعى رضى الله عنه ؛ ومع ان جزيائته كانت موجودة فى اذهان العلماء من الصحابة والتابعين اتباع التابعين الا ان قواعده وضوابطه ؛ لم تكن مدونة فى علم كالتدوين الذى قام به الشافعى رضى الله عنه.
-وثالث الشروط ان يكون الشخص على دراية بالسنة صحيحها وحسنها وضعيفها ؛ فيعرف درجة الحديث الذى يستدل به فى القضية المطروحة امامه.
-ورابع الشروط ان يعرف ان المسالة التى يبحثها هل سبق للعلماء ان اجمعوا على حكم فيها ام لا.
-وخامس هذه الشروط ان يكون له علم بالقواعد الفقهية العامة فمن المعروف ان العلماء قاموا بتقعيد قواعد عامة يبنى عليها الفقه الاسلامى او معظمه ؛ وهى قواعد خمس عند بعض العلماء وسبع عند البعض الاخر او اكثر قليلا ؛ وهذه الخمس هى .
الامور بمقاصدها ؛ والضرر ممنوع ؛ واليقين لايزول بالشك ؛والعادة محكمة كما يجب ان يكون الماصدى لاستنباط حكم شرعى لمسالة او قضية من القضايا الجديدة ملما بمقاصد الشريعة ؛ وهى مقاصد تحفظ الضروريات وتؤدى الى رفع المشقات ؛ بل وتحقق الكماليات للفردوالمجتمع.
ومن الصعب ان نقول الان انه يوجد من تتوافر فيه صنعة الاجتهاد المطلق فى كل قضية من القضايا كالعلماء الكباراصحاب المذاهب الفقهية التى انتشرت مثل لبى حنيفة
(4)
؛ ومالك ؛والشافعى ؛واحمد ؛ وعلماء المذلهب للاخرى كالامامية ؛ والزيدية ؛ والاباضية ؛والظاهرية ؛ الا انه يمكن ان نقول الان انه موجدود الان اخوة علماء يصدق وصفهم بالاجتهاد الجزئى ؛ بمعنى انه اتصف بصفة المجتهدين فى قضية او باب معين من ابواب الفقه كالمتخصص فى الواريث اوالزواج ؛ او عقد من العقود او عقوبة من العقوبات او الفقه الدستورى او العلاقات الدولية ؛ وهكذا .
وغالب العلماء الان مقلدون ؛ لا يبلغون درجة الاجتهاد ؛ بل وهم نقلة فتوى ؛ يسال الواحد منهم فى قضية من القضايا ؛ فيقول : قال ابو حنيفة كذا ؛ او قال الشافعى او قال مالك كذا او قال احمد اوغيرهم ومنهم يصح اخذ الفتوى مادام متوافر فيهم شرط الامانه لكى يكون النقل موثوقا به.ولا اؤيد من يقول بتوحيد جهة الفتوى ؛ وانما يحسن ان يترك الامر للراى والراى الاخر مادام اصحابالاراء بهم من الصفات العلمية التى تؤهلهم لذلك . وتعدد الراى فيه اثراء للفكر ولعل رايا يكون من احد العلماء افضل من راى جماعة منهم ؛ ونجد هذا فى بعضالمسائل الفقهية فى الفقه الاسلامى فنجد راى الامام يرجح راى جمهور الفقهاء اى الغالبية منهم ؛ وذلك لبيان قوة دليله وما ستند اليه


س. هل يجوز ان يكون السند فى الافتاء احد الصحابة؟.

الاصل فى الافتاء ان يكون مستندا الى القران الكريم اولا ؛ فان لم يوجد فى المسالة م يبين حكمها فى القران الكريم ؛ لجانا الى احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واقواله وافعاله وتقديراته ؛ فاذا لم يوجد ايضا جاء استعمال الراى ؛ ولكن اذا وجدراى لاحد الصحابة فانه يستانس بهفى الحكم ؛ وذلك لان جيل الصحابة عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وتلقوا عنه العلم ؛ ويدركون مقاصد الشرع واهدافه العلماء عليهم الاخذ براى الصحابى عندما لايوجد حكم المسالة فى القران والسنة على رايين فالبعض يرى الاستدلال براى الصحابى والبعض الاخر لا يلزم برايهم فيقول الاجتهادلهم ولنا.

س. هل يجوز الاجتهاد فى بعض ما اجتهد فيه الصحابة والسلف؟.

ام ان يكون ما اجتهد الصحابة فيهاخذ اجماعا منهم او لم يحدث اجماع على الراى ؛ فاذا كانوا قد اجمعوا على امر وجب الاخذ به ولا يجوز تغييره ؛ لان رسول الله (ص) بين ان الاجماع حجة شرعية فى قوبه لاتجتمع امتى على الضلالة ولهذا فان العلماء عندما يعدون مصادر التشريع الاسلامى يضعون الاجماع المصدر الثالث بعد الكتاب الكريم والسنة الشريفة .
واما اذا لم يكن الصحابة اجمعوا على حكم مساءلة فان الباب مفتوح لتعدد الاراء فيها مادام لم يرد فيها نص قطعى الثبوت وقطعى الدلالة .وفى هذا المجال فانه ثبتان ابا بكر كان عندما تجىء له قضية فان وجد لها فى كتاب الله حكما حكم به ؛ وان لم يجد فى
(5)
الكتاب الكريم حكمها وعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمها قضى به ؛ وان لم يعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها سال الناس هل علمتم عن رسول الله شيئا فيها سال الناس هل علمتم شيئا فيها فان لم يجد استشلر كبار علماء الصحابة فان اجمعوا على راى اخذ به وهكذا كان يفعل عمر.

س.هل يوجد تقصير من مجامع الفقه بالنسبة للفتاوى؟.

لا اجد تقصيرا ؛ فالمجامع الفقهية متعددة واعضاؤها على مستوى علمى عال كمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ؛ والمجمع الفقهى التابع لرابطة العالم الاسلامى وغيرها من المجامع ولا يظن احد كما ظن البعض من مقدمى البرامج التلفزيونية ان مجتمع فقهاء الشريعة بامريكا يقل عن سائر المجامع ؛ فاعضاؤه من كبار رجال العلماء من بلاد اسلامية متععددة من ذوى الكفاءة العلمية العالية ويهتم على وجهخاص بالقضايا التى تقع في الغرب ويحتاج المسلمون في الدول الغربية الى بيان حكمها وهذه المجامع ارى انها تؤدى ما هو مطلوب منها عندما يطرح عليها قضية من القضايا وتعددها مفيد للباحثين والمستفتين ؛ فالاراء تعرض بادلتها وليست بالهوى او التجرد عن الديلل الشرعى .

س. مارايك فى العلاقة بين السنة والشيعة؟.

كثير من العوام يظنون ان الشيعة ليسوا مسلمين وشاع عند البعض انهم يقولون بان الرسالة كانت لعلى وأخطأ جبريل فنزل بها على محمد وهذا كلام غير صحيح مخالف للواقع صحيح انه كانت هناك فرقة من الشيعة ترى ذلك ويسميهم العلماء (المغالون) لكن التشيع السائد الان هو ماتؤمن به طائفة الامامية الاثنى عشرية ؛ وهؤلاء مسلمون يشهدون ان لا اله الا الله محمد رسول الله ولا تختلف معهم الا فى بعض المسائل يمكن ادراجها ضمن المسائل الفقهية عندنا وان كانوا يعتقدون انها من العقيدة مثل مسالة الخلافة فهم يعتقدون انها منصب الهى بمعنى ان الله هو الذى يبين لنا من هو الخليفة وان عليا رضى الله عنه اولى بالخلافة من ابى بكر وعمروعثمان لكننا نحن اهل السنة نؤمن بان منصب الخلافة اى رئاسة الدولة منصب متروك للامة ويختار الشعب ما يصلح لهذه الرئاسة وهى مسالة يمكن ان تعد من المسائل الفقهية عندنا فخلاف الشيعة منا فى هذه المسالة لا يخرجهم عن كونهم مسلمين لكن ليس معنى هذا انه لايوجد خلاف سياسى بين السنه والشيعة فى الوقت الحاضر ؛ بل هذا موجودالان على الساحة العراقية ويحتاج الى اخلاص النية من جانبى السنة والشيعة والقضاء على هذا الجو الدامى فى العراق والواجب ان يكون الجميع فى خندق واحد هو تحرير العراق

(6)
وارجاعه الى حالة السلم التى يعيش الناس فيها امنين على حياتهم واعراضهم واموالهم بدلا من هذه الغابة التى لايامن فيها احد .

س. هل توقف الازهر عن افراز الاسماء الكبيرة ؟.
الازهر ملىء فى كل عصر بالاسماء الكبيرة ولولا ان اتهم بالمجاملةلبعض الزملاء على الساحة الاوهرية كلها معاهد وجامعةلذكرت بعض مناهذه الاسماء ففينا الان محمد عبده اكثر من واحد وفينا من الفقعاء منيمكن ان نصفهم بانهم مجتهدون اجتهاد الفتوى وهو احد اجتهاد الفتوى وهو احد انواع الاجتهاد بعد الاجتهاد المطلق واجنهاد المذهب لكن بعض هذه الاسماء العلمية لا تجد من يشير اليها لان النجومية فى اى مجال لها امور متعددة تظهرها امام الجماهير وهذا معروف حتى فى الفن فما بالك بالشخصيات العلميةالتى لاتشكومصر فيها من قلة ولا يقتصر الامر على علماء الدين بل مصر بها من يعتد بعلمهم المادى ايضا لكن لا تتاح لهم فرصة النجومية التى تتوافر للبعض.

س. ما هى الازمة الحقيقية فى وصول صورة الاسلام الصحيحة الى الدول الغربية؟.

امور عديدة ادت الى ذى هذه الصورة عند الغرب المخالفة للواقع عن الاسلام منها ان النظم التعليمية فى الغرب عموما تدرس عن الدين الاسلامى لاولادها بصورة مشوهة عن الاسلام ورسوله وسيدنامحمد صلى الله عليه وسلموينشا الوبد اى كان ذكر او انثى وعنده فكرة سيئة عن هذا الدين والدراسات العلمية بين ما غرس فى الاطفال من امور العقيدة يظل راسخا فى نفس الانسان يصعب جدا انتزاعه منه ؛ وفكرة الغرب عن الاسلام وعداؤهقديم ويتكرر صورة بين كل فترة واخرى
ومن هذه الامور ما يرتكبه بعض المسلمين من جرائم فى خق المجتمعات الامنة ويعلنون انهم يرتكبونها باسم الاسلام حتى غدا عند الكثيرمن الغربيين الارتباط الواقعى بين الاسلام والعنف ؛ وبين الاسلام والدموية وهذا امر يحتاج من المسلمين ان يعملوا على اظهار بطلان هذا الشر ؛. اننا محتاجون الى خطاب قوى يوجه للغرب عن طريق الصحف التى يمكن ان تكون فى الغرب نفسه والقنوات التلفزيونية التى تخاطب ملفاتهم واحدث البرامج التى يهتمون بموضوعاتها وارى ان الدول الاسلامية الغنية يمكنها القيام بتمويل هذه الجوانب ؛ ومصريمكنها مدها بالعلماء وارى ان كل دولة من الدول الاسلامية عضو فى منظمة الاوبك علامة ثرائها بالبترول وهو احدى الثراء للدول الاول سواء كانت دول عربية او غير عربية مثل نيجيريا مثلا ؛

س. ما اهم القضايا التى ترى وجوب انشغال العلماء الشريعة بها الان فى البلاد الاسلامية؟

(7)
يجب ان يكون مركزا من مراكز اهتمام العلماء فى العالم الاسلامى الدفاع عن حقوق الانسان ومنها حرية الراى وكرامة المواطن والعلم والتقدمالذى هو احد واجبات الشريعة.

س. ما المراد بتجديد الخطاب الدينى ؟.

لا اتصور تجديد الخطاب الدينى الا فى امريين مهمين الاول :ان يوجه علماء الشرع اهتمامهم الى بيان الاحكام الشرعية للقضايا الجديدة فمن المعلوم المشاهد ان هناك قضايا جديدة فى حياة الانسان وتحتاج الى بيان حكم الشرع فيها مثل الاستنساخ والام البديلة واجراء التجارب على الخلايا الجزائية والبصمة الورقية ودورهافى اثبات النسب اونفيه او اثبات الجرائم واخايلر نوع الجنين وغيرها من القضايا التى يموج بها العالم الان .
كل هذه القضايا تحتاج الى بيان حكم الشرع فيها وذلك الى ان الشريعة الاسلامية حكما فى كل تصرفات الانسان وكافة سلوكه.
الامة الثانى ان يتم مخاطبة الناس فى الامورالدينية بالاسلوب الذى يلائم العصر لان لكل عصر مفرداته فى الخطاب وتوجيه الناس ولذلك نجد ان الاسلوب فى الفقع القديم غير ما يخاطب به الجماهير فى العص الذى نعيش فيه ويفهمونه .فاذا كان المراد من التجديد فى الخطاب الدينى هاتين الناحيتين فلا اعتراض على ذلك بل نطالب ونلح عليه
اما اذا كان المراد بتجديد الخطاب الدينى المساس بالثوابت الشرعية هذا لايجوز شرعا.

س. هل انت مع المذهب الوسطى؟.

الازهر على طول تاريخه حتى الان وبعد تحويل الدراسة من الفقه الشيعى فيه الى فقه مذاهب اهل السنة يتسم بالوسطية وليس هناك فى تدريس العلماء للطلاب ناحيةالتعصب المذهبى بل كل مذهب من المذاهب الاربعة يقوم بتدريسه علماء الازهر ومن المراحل الاولى لتعليمه كما نتلقى العلم فى المذاهب الاسلامية المختلفة مليئا باراء العلماء ولا يتركز فينا العصبية براى معين وانما ما تميل النفس من حيث قوة الدليل دون تهويلمن شاءنالاراء الاخرى بل نحن فى الدراسات العليا نكلف الطلاب بان تكون بحوثهم فى كثير من الاحيان شاملة للمذاهبالاخرى غير المذاهبالاربعة الشتهرة بل تتعرض البحوث لبعض العلماء من التابعين وهذا ما يوسع مدارك الطلاب ويعلمهم احترام الراى الاخر.

س. البعض يؤكد ان الاحكام تتغير بتغير الزمان والمكان ويضربون مثال لذلك بالامام الشافعى؟.
(8)
اود ان ابين مسالة يقع فيها الكثيرمن المتكلمين فى هذه الناحية وهى ان هذه المسالة تعرض كان الامام الشافعى غير مذهبه بسبب واحد وهو انتقاله من بغداد الى مصر وكأن البيئة هى التى اثرت فى احكامه لكن الحقيقة ان الامام الشافعى عندما اتى الى مصروجد احاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجدها فى بغداد فكان من الطبيعى ان يغير رايه الذى كان ابداه من قبل فى العراق بعد ان وجد احاديث فى المسالة التى كان يفتيها فان الحديث ثبت فلا اعتبار لقول احد غير الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك قد ثبت عن الامام رضى الله عنه فاذا صح الحديث فهو مذهب وهذا بجانب ما وجده الامام الشافعى رضى اللله عنه من امور فى المباحاة يختلف فيها عرف المصريون عن العراقيين وليس ذلك من جانب المحرمات فبيس فى تغيير موقف الامام الشافعى ليست محصورة .
ان التغييرفى الاحكام ليست فى الثوابت من حرمه وكراهه وانما هو فى الامور المباحة وهو المساحة لمطالبة الناس لما تعارفوا عليه دون التصادم مع نص شرعى او قاعدة عامة اتت بها شريعة الاسلام.

س. تاريخ الخلافة بعد الخلفاء الراشدين ملىء بالسلبيات فما هى النظرة الاسلامية لهذا المنصب السياسى؟.

منصب مفهوم بطريق الخطأ عند الكثير من العلمانيين الذين يهمهم الطعن فى نظم الاسلام وذلك لان حقيقة الخلافة هى منصب رئاسة الدولة ومنصب رئاسة الدولة لا يتعبد فيه بالفاظ اوجدها الشارع انما ذلك متروك لارادة الناس واختياراتهم فمن المعروف ان اول من تولى رئاسة الدولة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر رضى الله عنه وكان الناس يطلقون على خليفة رسول الله وينادونه بهذا اللفظ وعندما توفى ابو بكر وتولى عمر رئاسة الدولة كانوا ينادونه بخليفة خليفة رسول الله واستمر الحال لفترة وكان من الواضحانه لو التزمت هذه الصيغة فى تسمية رئيس الدولة فان الامر سيكون غير طبيعى فعندما يتولى الامر سيكون غير طبيعى فعندما يتولى رئاسة الدولة شخص بعد عمر سيكون خطابه بخلبفة خلبفة خلبفة رسول الله وبتوالى الرؤساء يتكرر هذا اللقب بصورة لاتكون مقبولة ولهذا بمجرد ان لاح لهم فى عهد عمر رضى الله عنه لا تتكرر فيه كلمة الخليفة فانما ارتضوا هذا اللقب فانه ان حدث ان كان عمر رضى الله عنه ارسل الى عامله فى العراق ان يرسل اليه رجلين يخبرهما عن احوال العراق كعادة عمر فى تفقد حال الامة وعندما وصل الرجلان الى المدين وهى عاصمة الدولة حينئذ ذهب الى المسجد ودخل فاذا هما بعمرو بن العاص فقال له استاذن لنا على امير المؤمنين فقال عمور انتما والله اصبتما اسمه فنحن المؤمنون وهو اميرنا فدعوه بذلك فاصبح لقبا له فى الناس وتوارثه الخلفاء بعد عمر رضى الله عنه والواضح جدا ان كلمة الخلافة ليست من الكلمات التى يوجبها الشرع ولا يلزم بها الناس وانما هى
(9)
من ابتكاراتهم وملاحظاتهم لمعنى ان يخلف شخص شخص اخر لكن منصب رئيس الدولة وهو الذى كان يمثله الخلافة لايوجب الشرع اطلاقا تسميه خاصة به فكما اطلق عليه فى العصور الاولى الخليفة وامير المؤمنين واطلق الشيعة لقب الامام وكان اول من اطلق عليه هذا اللقب على ابن ابى طالب رضى الله عنه اشرة منهم انهم اولى بالخلافة لان الخليفة هو الذى يصلى بالناس ويهتمون به فانه يمكن ان يطلق على من يقوم بهذا المنصب كما هو شائع الان رئيس الجمهورية او رئيس الدولة والسبب رواج فكرة سيئة عن الخلافة ان بعض الخلفاء فى الدولة الاموية والعباسية وما جاء بعدها بالاخص الدولة العثمانية ماحدث مما ذكرنا من مظالم فان هذا ادى الى ان تسوء الفكرة عند الكثير من الناس عن الخلافة لكن هذا اللقب لا داعى له اطلاقا وانما المطلوب هو ان تتحد الدول الاسلامية او العربية على الاقل فى دوله واحدة او فى اتحاد واحد.

س. هل الشرع يبيح تكوين جماعات دينية سرية ؟.

انشطة الاسلام تقوم على الوضوح والشفافية ولا مانع من مقاومة المحتلوالمعتدى على الدولة الاسلامية بعيدة عن الاعين وكثير من حركات مقاومة الاعداء كانت حركات بعيدة عن عيون العدو.