Tuesday, August 21, 2007

نفى الاخر واقصاؤه ثقافة تعمل على بسط سلطانها

نفى الاخر واقصاؤه ثقافة تعمل على بسط سلطانها
الامة الاسلامية مدعوة لمقاومة الهيمنة الثقافية والاخذ باسباب النهضة الحضارية


كتب/هانى عبد النبى
ان خيار المقاومة الايجابية هو الخيار الوحيد للامة الاسلامية وبه تحرر نفسها وتنهض من كبوتها الا اذا فقهت قول النبى صلى الله عليه وسلم (لايكن احدكم امعه يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسنت وان اساؤا اسات ولكن وطنوا انفسكم اناحسن الناس ان تحسنوا وان اسؤا ان تجتبوا اساءتهم ).
وعلى الامة الاسلامية ان تمضى فى طريقين وان تجاهد فى مقاومة الهيمنة الثقافية والاخذ باسباب النهضة الحضارية وهذان خطان يبدو ان الجمع بينهما عند الكثير من الناس متعثر فاما ان تواكب العصر بكل معايبه وتناقضاته لتنهض ماديا وتنتعش اقتصاديا اوان تنعزل على نفسك ويتجاوزك الزمن ولكن القران الكريم يخبرنا انمن صفات اهل الايمان التى مدح الله بها اولياؤه انهم يجمعون بين اسباب القوة وكمال البصيرة فقال الله تعالى (واذكر عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب اولى الايدى والابصار )
وهاتان الصفتان تحققان لكل امة ما ترجوه من خير وتدفعان عنها كل مفسدة وشر فابالقوة تسجمع الامة عزيمتها وارادتها وسائر انواع قوتها العملية فيكون لها بذلك موضع قدم فى زمان لا مكان فيه لضعيف واما البصيرة فتميز بها الامة بين الخير والشر وما تاخذ وما تدع من ثقافات الاخرين وفنونهم ولا يصبح حالهم كحال حاطب الليل الذى يجمع الغث والسمين ولا يصبح حالها كحال شعوب لم تعرف من العولمة الا مظاهرها السالبة وقشورها التافهة فالعولمةعندهم غناء هابط وتبرج سافر وانتشار لاماكن الترفيه ومطاعم الوجبات السريعة .
وهذا ما جاء فى نفى الاخر واقصاؤه كسمة ملازمة لكل ثقافة غالبة تعمل على بسط سلطانها وتدعيم نفوذها دون اعتراف الاخرين فى الخلاف ومن طبيعة هذه الثقافات ان تعمل ما فى وسعها على اخضاع خصومها والمخالفين لها وقد حدثنا القرآن الكريم حديثا طويلا عن الصراع الذي خاضه الأنبياء مع أقوامهم ، وما واجهه هؤلاء الأنبياء من بغي وتهديد ، وإقصاء وتشريد(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا) وقال قوم شعيب لشعيب(لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين) وقال تعالى حكاية عن قوم لوط (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) وقال تعالى عن مشركي العرب(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك)
والثقافة الغالبة في عصرنا هذا تمضي على ذات الطريق الذي سلكه أؤلئك الجبارون من قبل ، غير أن التقدم العلمي الهائل ، قد وضع في يد هذه الثقافة المعاصرة أدوات عديدة مكنتها من ممارسة هيمنتها وطغيانها بصورة أسوأ بكثير مما عرفته البشرية عن قوم نوح وعاد وثمود! ، ويتجلى هذا في الاتفاقيات الدولية ذات الطبيعة الثقافية التي لا تراعي خصوصيات الشعوب وتقاليدها، ومع ذلك يراد لكل بلاد الدنيا أن توقع عليها بلا تحفظ أو تلعثم ، وإلا فإن سيف العقوبات مسلط على الرقاب.
وفي ظل هذا الوضع يبقى الحديث عن أدوات المقاومة والممانعة هو واجب الوقت، ولاشك أن صمود الإنسان أمام الضغوط الثقافية المتحكمة ليس بالأمر اليسير، ويكفي لإدراك ذلك أن نتذكر قول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شئيا قليلا) ويكفينا كذلك أن نتذكر تحذير الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من الاستجابة لأي مطلب من مطالب التنازل التي ود المشركون أن يظفروا بها (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك).

No comments: