Sunday, April 11, 2010

ارضاع الكبير وفوائد البنوك وتعدد الزوجات وسلوك الحاكم أهم الفتاوى التى يخشى علماء المسلمين التحدث فيها


>مال قطب : تجنب الافتاء عن السلوك الشخصى للحكام بعيدا عن المسؤلية السياسية والشرعية

سعاد صالح: أحجام العلماء عن الفتوى فى الامور السياسية سلبية من عالم الدين لان وظيفته أرشادية للحاكم فى كافة الامور


تمثل الفتوى مصدر خبري لجموع الناس يرشدهم للنهج الصحيح لمفهوم الإسلام وموقفه من القضايا الدينية والحياتية التي تشغل اهتمام الجميع لذلك حرص القرآن على تحذير المسلمين من كتمان الفتوى بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} البقرة159 كما حذر نبيه صلى الله عليه وسلم من ذلك في قوله: ( من سٌئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ) أخرجه أبو داود والحاكم ومن هنا يتأكد أهمية الفتوى ومدى العقاب الذي يقع على العالم الذي يكتم الفتوى أو يتجنب الإجابة عنها خوفا من بطش حاكم أو مسئول وربما لتجنب الصدام مع عموم الناس بسبب أو لآخر حيث يظل الإسلام مدى الحياة منارة تضيء للكثير من الناس أمور دنياهم سواء كانوا مسلمين أو أصحاب كتب سماوية أخرى نظرا للشفافية التي يتميز بها الدين الاسلامى في التعامل مع الآخرين لذلك
ولعل حديث الدكتور يوسف القرضاوى في أحدى الندوات بدولة قطر عن توصل العديد من علماء المسلمين إلى أجتهادات يخشون من إعلانها لجمهور المسلمين خوفا من تعرضهم لهجوم شديد أبلغ تأكيد على وجود حالة من الكتمان تسيطر على قطاع كبير من العلماء خوفا من بطش الناس أو الحكام .
ولان السياسة في ظل الحكم العربي في أنظمته الملكية أو الجمهورية تشهد العديد من القرارات التي بفعلها تكثر الاجتهادات حول مدى الفائدة التي تعود على البلاد من جراء تطبيقها وبسببها يعرض الناس أسئلتهم بشأن الوضع سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية خاصة الحكام فى ظل المناخ الذى يفرضونه على عامة الشعب فى بلدانهم حيث تصل الفتوى بصاحبها الى قيود الحاكم وسلاسل السجون بسبب موقف المفتى الذى لا يرضى عنه الحاكم مما يجعله أما أمرين مهمين الاول الانصياغ الى أمر الحاكم أو الوقوف أمامه بكل ما أوتى من صبر ولعل الامر الثانى أعطى من خلاله الامام أحمد بن حنبل القدوة فى تنفيذه حين أمر الخليفة العباسى المأمون المتأثر بكتب غلاسفة اليونان التى ترجم منها الكثير مما دعاه الى أن يظهر قول بأن القرأن مخلوق والذى عليه المسلمون أن القرآن كلام الله غير مخلوق والذي عليه المسلمون أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن اعتقد غير ذلك فإنه كافر، وذلك لأن الهدف من هذا القول الباطل نفي صفات الله عز وجل ونفي صفة الكلام لله عز وجل والله سبحانه يوصف بأنه يتكلم كلاما يليق بجلاله والتى أختلف فيها موقف المسلمين بين مؤيد للخليفة وبين معارض وعلى رأسهم الامام أحمد الذي ثبت على الحق ظاهرا وباطنا ولم يُجب الخليفة إلى ما دعا إليه...وكان ممن رد هذه المقالة مع الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح رفيقه في المحنة الذي قال فيه الإمام احمد"رأيت أحدا على حداثة سنه أقوم بأمر الله منه ليساق الامام أحمد إلى المأمون مقيدًا بالأغلال، وقد توعده وعيدًاشديدًا قبل أن يصل إليه و أقسم بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم.


كما شهدت العصور الإسلامية مواقف كثيرة مع أئمة عظماء مثل الإمام مالك وأبو حنيفة والصحابي الجليل جابر بن عبد الله وسهل بن سعد من الحجاج والى العراق من أعادة قيم الحرية والاحترام للإنسان وكرامته والدفاع عنها بالغالي والنفيس.

وهنالك العديد من الفتاوى التى أثارت جدلا كبيرا جعلت قطاع كبير من العلماء يخشى الحديث فيها منها موقف فضيلة الإمام الراحل الشيخ جاد الحق من القضايا والمشكلات المحلية والدولية تمسك فيها بموقف الإسلام انطلاقا من رسالته الكبرى كشيخ للأزهر وإمام للمسلمين أولها فتوى فوائد البنوك وهى من الفتاوى التى أحدثت أزمة كبيرة بسبب أصرار الشيخ بموقف مؤتمر علماء المسلمين الذى عقد بالازهر وأفتى بأن فوائد البنوك من الربا المحرم وطالب بعودة مبادىء الاقتصاد الاسلامى فى حين أن الدولة أستطاعت أن تجند علماء آخرين أفتوا بنفى الحرمانية فى التعامل مع البنوك وياتى الشيخ محمد سيد طنطاوى على رأس المدافعين عن فوائد البنوك لذلك وحتى والوقت الحالى تجد مسلمين يطابون الفتوى فى فوائد البنوك فى الوقت الذى يبتعد فيه الكثير من علماء المسلمين أبداء الرأى فى مسألة الخلاف عن حقيقة فوائد البنوك بين الحلال والحرام بالاضافة الى موقفه عندما نشبت حرب إبادة المسلمين في البوسنة كان أول من أعلن أن حرب الإبادة صليبية في المقام الأول وهدفها إبادة المسلمين في البوسنة كما أوفد فضيلته وفدا من علماء الأزهر الشريف برئاسة الشيخ جمال قطب - عضو البرلمان المصري وقتئذ إلي البوسنة ليستقصي أحوال المسلمين هناك، ويحث المجاهدين من شعب البوسنة علي مواصلة الجهاد وعدم التنازل عن شبر واحد من أراضيهم ورفض الإمام الراحل ما تردد عن حصول إسرائيل علي مياه النيل من خلال مشروع ترعة السلام، وقال مقولته الشهيرة إن حصول إسرائيل علي مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر وهى الفتوى الاقوى من أى موقف سياسى ضد أسرائيل خلال الفترة الماضية وعن الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل عمدا إبان حرب يونيو 1967 وأثارتها الصحافة المصرية، قال فضيلته القتل العمد ضد أسرانا يستحق القصاص) وهى المواقف التي نالت تقديرا من عموم الجماهير مقابل رفض سياسي جعله في صدام دائم حتى رحل إلى عالمنا الأخر.

عندما اختير كتاب عميد الأدب العربي طه حسين لتؤخذ منه قصة فيلم ‘ظهور الإسلام‘ دعا بعض الكتّاب إلى تمثيل العصر النبوي على الشاشة باعتبارها عامل تأثير في النفوس وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدبية تدعم هذا الاتجاه ولم يتم توجيه الدعوة للشيخ إلا أنه ذهب إليها مستعما وبعد أن تبارى المشاركون فى الحديث عن أهمية هذه الدعوة وأن للفن دوره المؤثر في ذلك مما جعل أبو زهرة يطلب الحديث فقال أن الذين يتحدثون عن أثر السينما في الدعاية إلى الإسلام بدليل توافد الجمهور على الفيلم لم يوفقوا فيما يدعون وأكد على أن الفيلم لم يزد المؤمن ايمانا ولم يدخل أحدا من ذوى الاديان الاخرى الى حظيرة الاسلام وكان لهذا الراى اثر كبير فى تعديل مسار لاندوة لصالح فتوى الشيخ.

وعلى نفس النهج جاءت فتوى الشيخ المراغى أثناء تولى الملك فاروق حكم مصر حين طلب من الشيخ اصدار فتوى يحرم خلالها زواج الملكة فريدة من بعده ورفض المراغى اصدار فتوى بذلك وذهب حينها الملك الى الشيخ وكان يعالج فى احد المستشفيات من اعتداء بماء النار عليه فقال المراغى عبارة تظل الأجيال ترددها إلى الآن ‘فأما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه ولما غضب الملك من رد الشيخ إن المراعى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله.

تأتى فتوى الشيخ عبد المجيد سليم أثناء نفس الفترة من تولى الملك فاروق الحكم والخاصة بإقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار واحدة من الفتاوى التي أحدثت ردود فعل قوية من جانب الملك والتي لم يستطيع أحد من العلماء الرد عليها في وقت سابق حيث وصل سؤال إلى الشيخ عبد المجيد أثناء توليه دار الإفتاء عن مدى شرعية أقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار مبعوثة من أحد المجلات التي تعارض الملك ورغم علمه بنية المجلة فى أحداث وقيعة بين المفتى والملك فاروق إلا أنه أجاب وماذا في ذلك ؟ إن المفتى إذا سئل لابد إن يجيب مادام يعلم الحكم وأصدر المفتى فتواه بحرمة هذه الحفلات ونشرت المجلة الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية مما تسبب في إخراج موقف الملك السياسي .

وخلال الفترة الماضية أحدثت فتوى الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية الخاصة بأنه لا وجود لشيء اسمه تعدد الزوجات في الإسلام وإنما النظرة الدونية للمرأة هي التي جعلت المسلمون يقومون بجمع الحكايات و الأساطير و الأعراف ويضيفونها للإسلام وهو بريء منها وأضاف من صفات الله عز وجل ‘العدل‘ ومن العدل ألهى أنه إذا أباح للرجل تعدد الزوجات يبيح للمرأة تعدد الأزواج.
في الوقت الذي رد مجمع البحوث الإسلامية على فتوى السايح بالقول ان جمهور الفقهاء أجمعوا على أن تعدد الزوجات مقرر شرعا.
كما جاءت فتوى إرضاع الكبير التي احتدم الجدل بين علماء الدين في مصر ووصل إلى البرلمان بعد فتوى تبيح "إرضاع الكبير"التي فجرها د.عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فجر مفاجأة حيث أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرمة إذا كان وجوداهما في غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلا بواسطة أحدهما.

والتى أكد فيها أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وان المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالباً توثيق هذا الإرضاع كتابة ورسميًا ويكتب في العقد أن فلانة أرضعت فلانً
حدد علماء الازهر النقاط الهامة الخاصة باهم الفتاوى التى يخشى علماء المسلمين التحدث فيها حيث أكد الدكتور جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالازهر وجود فتاوى لايستطيع العالم التحدث فيها مستندا بان العالم المفتى يخشى ربه بصفه عامة كسائر الناس وتزداد خشيته بصفة خاصة لاعتبارات عديدة منها الى يخشاها الفقيه ولايجيب عليها منها
1- ان يكون السؤال غير واقع أو لم يحدث ويريد السائل أن يأخذ اجابه تقديرية على أمر مجهول كما يعرف بالسؤال الفرضى مثال الرجل اذا حمل فى بطنه مجرد الاجابه على هذا السؤال مفارقة للعقل وبعد عن الدين وكلام فى المجهول قبل أن يكزن ممنوع.
2- يخشى الفقيه أن يجيب على أسئلة معينه تتعلق بالناحية الجنسية فاذا أجايها شفاهة أو كتابه للسائل لاغير يخشى أن يجيبها الى وسائل الاعلام حتى لا تحدث تايجة عكسية مثال ما رأى الشرع فى توبة من زال غشاء عزوبتها بغير زواج؟.فاجابة هذا السؤال فى وسائل الاعلام تضع الفقيه أمام أمرين أما ان يعبر عن فتح باب التوبة وفى هذا ما يجرىء الصغار والعصاه على تكرار التجربة تعلقا بالتوبة والرحمة واما أن يقرر الفقيه أن هذا جزء من كبيرة من الكبائر وصاحبته ستحاسب عليه وهنا المفتى يكون أغلق باب الرحمة لذلك يرى المعتدلون من أهل الفتوى أن مثل هذه الاسئلة لاتطرح فى وسائل الاعلام وأن طرحت لايجاب عليها بالاضافة الى تجنب الافتاء عن الممارسات السياسية التى لاتؤثر على حياة الافراد ولا تضيع موارد البلاد مثل السلوك الشخصى للحكام بعيدا عن المسؤلية السياسية والشرعية.
من جانبها ترى الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفلسفة والعقيدة الاسلامية بجامعة الازهر أن المفروض علماء المسلمين يتحدثون فى كل شىء بالاضافة الى ان الاجتهاد جماعى فى شأن الفتوى فالعالم لابد الا يخشى فتوى حتى الفتاوى الخاصة بالعلاقات الزوجية ويجب على عالم الدين أن يحقق الرأى الذى يحقق مصلحة عامة وعن أحجام بعض العلماء عن الفتوى فى الامور السياسية أكدت أن هذه سلبية من عالم الدين لان وظيفته أرشادية للحاكم فى كافة الامور.
وفى اشارة الى درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة أوضح الدكتور محمد الشحات الجندى أن أنتقاد الاديان من أهم القتاوى التى لايجوز الابلاغ بها لانه لايجوز انتقاد اعتقاد الاخرين استنادا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لكم دينكم ولى دين حيث ان الامر سيكون فى خدمة أعداء الدين والاسلام فى الوقت الحالى لان الاسلام يؤمن بالعدالة بين الجميع مما يجعل المفتى يقول لا تقحمنى فى هذه المسائل حتى لا يؤدى الا احداث ضرر للمجتمع المقصربالاضافة الى الوصول الى تعرض وجهة نظر الاسلام الصحيحة فى الفتوى.

No comments: