Friday, August 1, 2008

إسراء محيي الدين.. موهوبة في حل الامتحانات الصعبة

لم تكن عازمة علي التفوق لإرضاء أبويها فقط فدائما تشعر بالغيرة من نجاحات العالم المصري أحمد زويل فهي تضعه أمام نظرها كمثل أعلي وأمنية تتمني أن تسير علي خطاها بالإضافة إلي إصرارها علي مواصلة المشوار الذي بدأته في السنوات دراستها الأولي التي أكدت أنها أحد الأسباب الرئيسية في استمرار تفوقها بجانب لحظات التكريم التي لا يتنازل عنها إلا صاحب الإرادة الضعيفة.
إسراء محيي الدين حمدي جاءت من أقصي بقاع قريتها، جاءت بإبتسامة يملأها السعادة والفخر استطاعت أن تسعد آلالاف من أبناء قريتها التي شهدت ليلة من ألف ليلة وليلة عقب الإعلان عن حصولها علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية علمي علوم بمجموع 407 درجات لتصبح حديث الصباح والمساء لما حققته.
إسراء تحملت الكثير من عناء الضغط العصبي وأحلام الوالدين لتحقق ما تمنت من تفوق لتوفي بوعدها، رغم حزنها لعدم استطاعتها أن تفي بوعدها لأبيها بالحصول علي مجموع درجات أعلي من المحقق بنصف درجة، فهي دائما تسعي لإرضائه بجميع السبل كعادتها منذ الطفولة، حيث إن إصرار والدها علي حفظ القرآن وعدم تهاونه في إعطاء النصيحة جعل حفظ الآيات غاية الأمنيات حتي استطاعت حفظ ثلث المصحف ،وبالرغم من اشتغالها بدراسة المقررات إفإنها لم تهمل حفظ آيات الله، حيث كان له الفضل الأول في تعلم اللغة العربية بالطريقة المثلي كما كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيتها التي تتسم بالهدوء والثقة بالنفس.
عاشت إسراء فترات ما قبل الامتحان في تركيز تام ساعدها علي ذلك أبواها، حيث تستيقظ مع تواشيح أذان الفجر لتقوم بأداء الصلاة وقراءة القرآن لتبدأ ساعات التركيز الشديدة في مراجعة الدروس التي تتلقاها يوميا بمدرستها، حيث تواصل باقي اليوم بالذهاب لمدرستها والعودة للراحة لمدة ساعتين تعود بعدها للمذاكرة من جديد حتي ميعاد نومها الذي لا يتعدي العاشرة مساء، وهكذا دون انقطاع ليوم واحد حتي أيام المناسبات كانت تقوم بالتركيز في ساعات قليلة حتي لا ينتابها الكسل فيما بعد لتأتي لحظات الحسم وتبدأ الامتحانات الواحد تلو الآخر، مؤكدة أن الامتحانات التي مرت بها صادفت في بعضها الصعوبة ولكن ليس في الحال وإنما في الوقت إذا احتاجت بعض الامتحانات الوقت بالكامل حتي تنتهي من حلها بالإضافة إلي سعادتها بالامتحانات الصعبة التي وضعنها في مصاف أوائل الجمهورية رغم حزنها علي زملائها ممن لم يستطيعوا حل الامتحان وتتساءل: كيف أصبح من الأوئل والامتحانات سهلة فصعوبة بعض المواد تجعل المتفوق يحصل علي حقه في التكريم.. وعن أجمل لحظات السعادة التي عاشتها هي التي رأتها في عيون أبويها عند إبلاغ الوزير بها بالنجاح قائلة: فلم أر مثل هذه السعادة في عيونهما لذلك أعدهما بأن التفوق سيكون طريقي أثناء دراستي في كلية الطب شبين الكوم التي طالما حلمت بأن أكون إحدي الطالبات بها.

No comments: