Thursday, December 6, 2007

المواجهة بين عز والشاذلي تحت القبة..والمباراة لم تكتمل





عادت من جديد المواجهات الحامية بين كمال الشاذلى احد ابرز القيادات فى الحزب الوطنى وبين احمد عز عضو مجلس الشعب وامين التنظيم بالحزب الوطنى ولكن من مواجهاتهم داخل الحزب الوطنى لتنتقل المواجهة الى القبة البرلمانية لتدخل المواجهة دائرة الخطر امام اعضاء المجلس من احزاب وطنى ومعارضةوكانت المواجهة الاولى والتى حصد فيها عزالنفوذ فيما حصد الشاذلي التصفيق الحاد لأنه كان يعبر عن مصالح الناس العادية، فيما كان عز متقمصاً دور الخبير المالي.. كان الشاذلي يطالب - عن حق- بخفض الفائدة علي قروض الصندوق الاجتماعي.. باختصار كانت مواجهة ساخنة بين قطبي الحرس القديم والجديد.

رغم صمت أمين التنظيم المهندس أحمد عز حول واقعة زواجه من النائبة السابقة شاهيناز النجار وإصراره علي أن تقدم استقالتها رغم هذا الصمت وفي مقابله يبدو أحمد عز مصراً علي إعادة تقديم نفسه. مصراً علي الكلام وبكثرة في مجلس الشعب.. الرجل الغامض الصامت والذي كان يفضل دائماً عدم الكشف عن آرائه داخل جلسات مجلس الشعب تمرد- لأسباب خاصة به- عن هذا الشكل في أسبوع واحد تكلم عز مرتين داخل الجلسة.. وهو نائب يمكن أن تعد علي أصابع يديك عدد المرات التي تكلم فيها تحت القبة خلال سنوات عمره البرلماني البالغ ثماني سنوات.

إذن أخيراً بدأ يمارس المشاركة في الجلسات والتقارير والقضايا التي يناقشها المجلس. أخيراً أصبحت لدينا الفرصة الحقيقية لمعرفة آراء وتوجهات قطب الحرس الجديد وأحد أهم أعمدته، وفي المقابل يمارس كمال الشاذلي منذ سنوات طويلة اللعبة السياسية بحرفية عالية، حتي عندما فقد الشاذلي مناصبه والكثير من نفوذه لم ينكمش ولم يتقوقع داخل نفسه وظل يشارك في الجلسات وبقوة، ولكن مبادرة عز الأخيرة بالمشاركة في قضايا المجلس داخل الجلسات هي التي أتاحت لي أن أتأمل جانباً آخر مهماً من الفوارق بين حرسين وجيلين وليس مجرد مواطنين أحدهما اسمه أحمد والآخر اسمه كمال، في المجلس تمت مناقشة وإقرار اتفاقية تبدو عادية، قرض كويتي للصندوق الاجتماعي للتنمية لمواجهة اثار أنفلونزا الطيور، قرض بفائدة 2% فقط، وهي فائدة منخفضة جعلت المسئولين في غاية السعادة ومنتهي الفخر للحصول عليها. طلب كمال الشاذلي الكلمة وحصل عليها فوراً، وحينما أنهي الشاذلي كلمته ارتفعت الأيدي بالتصفيق الحاد له، كان من السهل أن تجد بعض الأيدي المعارضة، ولكن نواب الوطني كانوا الأغلبية في هذا التصويت العلني وعلي الهواء مباشرة لكلام الشاذلي، أو بالأحري توجهه، الشاذلي توقف عند الفائدة التي وافقت الكويت عليها.. فائدة صغيرة مجرد 2% وتساءل نفس السؤال الذي يتردد علي لسان الآلاف من الشباب المتعاملين مع الصندوق الاجتماعي، إذا كانت الفائدة 2% فلماذا يعيد الصندوق إقراضها بـ 7% ، و5،9%؟ لماذا لا يطرح الصندوق مشروعاته وقروضه للشباب بفائدة 3% أو حتي 4%؟ أين يذهب هذا الفارق الكبير بين الفائدتين؟ كان من رأي الشاذلي أن انخفاض الفائدة سيسهل للشباب إنجاح مشروعاتهم، وهو بالطبع ما سيؤثر مباشرة علي خفض معدلات فشل مشروعات الشباب في الصندوق الاجتماعي، ومن ثم خفض معدلات البطالة بين الشباب، طلب أحمد عز الكلمة، وتقمص دور الخبير المالي وبدأ يشرح للنواب أن الصندوق يجب أن يضع نصب عينيه المخاطر المستقبلية مثل ارتفاع سعر الدينار الكويتي أو بالمثل ارتفاع سعر الدولار وأشار عز إلي تجربته كعضو مجلس إدارة الصندوق الاجتماعي وكيف كان مجلس الإدارة حريصاً علي إجراء التوفيق بين منح المشروعات بفائدة معقولة وبين التزامات الصندوق في سداد القروض التي يحصل عليها، واعترض عز علي إقراض الشباب من خلال البنوك التجارية لأنها لا تجيد التعامل مع المشروعات الصغيرة جداً «متناهية الصغر» وبالطبع لم يذكر أحمد عز أن دائرته حصلت علي دعم من الصندوق من أول مرة يخوض فيها عز الانتخابات، وتمكن عز من خلال هذا الدعم علي إقامة «حضانة لرجال الأعمال» وهي عبارة عن مساعدة الشباب علي مشروعات صغيرة ومع ذلك لا أريد أن أتوقف كثيراً عن المعلومة فعز لم يكن يجامل الصندوق، ولكنه كان مقتنعاً بالفعل بما قاله، وهنا مكمن الخطورة أو بالأحري الفارق الذي تحدث عنه منذ البداية، فلدي الحرس الجديد ونجومه تفسير علمي لكل مشكلة.

لديه تبرير منطقي لكل المشاكل والمصائب التي يعاني منها المواطنون، ولكن مشكلة عز وأصدقائه في الحرس الجديد أنهم يكتفون بالتفسير أو التبرير العلمي رغم أن أهمية العلم هو أن يتم تسخيره لخدمة المواطن وحل أزماته.

التفسير العلمي يريح ضمير البعض خاصة عندما يكون التفسير العلمي قاصراً وناقصاً مما قاله عز يرد الرد عليه بسهولة فالصندوق الاجتماعي يمنح القروض بفوائد متفاوتة طبقاً للمشروع، هناك قروض تصل للمليون جنيه لمشروعات استهلاكية وترفيهية، ومع تدهور الأوضاع وارتفاع نسبة البطالة، كان أولي بالصندوق أن يخفض الفائدة وأن يقصر القروض علي المشروعات الانتاجية متناهية الصغر وهو النوع الذي لا تقبل عليه البنوك التجارية.

يجب أن يغير الصندوق خطته بوضع حد أقصي للقروض لا يتجاوز 150، 250 ألف جنيه علي حد أقصي، والأهم ن يهتم بالمشروعات التي تسهم في إنعاش الاقتصاد في المحافظات والقري والمدن المحرومة، أما أن يشغل الصندوق نفسه بخصم من أمواله لصالح مشروعات استهلاكية تدر عائداً علي أصحابها بنحو 30%«كافيتريات» فهذا خطأ اقتصادي لأن أصحاب هذه المشروعات يمكن أن يذهبوا للبنوك التجارية، عز اكتفي بالتفسير العلمي ولكن الشاذلي اهتم بالناس في الشارع وبالشباب وعرض آراءهم ومشاكلهم.. الشاذلي قام بدوره كنائب عن الشعب وعز قام بدوره كخبير ومدافع عن سياسات الحكومة.
تكرر نفس المشهد خارج القاعة.. النواب غاضبون من نقص الأسمدة في دوائرهم واختفائها ولا يعرفون كيف سيواجهون الأهالي. وعز ولمدة نصف ساعة يشرح لهم أنه يجب تغيير نمط توزيع الأسمدة، يحلل ويفسر ويقدم رؤية الحزب الجديدة والمتجددة، الفلاحون لا يجدون أسمدة وهو ما يهدد محصول العام ورزق أولادهم، ولكن عز مهتم بالمستقبل وبـ «الفيجن» «الرؤية» لم يقف عز ليطالب الحكومة بحل سريع جداً لمواجهة الكارثة.. حتي لو اشترت الحكومة السماد، خطأ عز هو نفس خطأ الحرس الجديد المشكلة أن يحدثوك عن المستقبل رغم أن الواقع المرير يفرض نفسه علي المواطن، يتفهم الشاذلي أن الحكومة التي أممت كل نشاط واحتكرته.. السلطة عليها واجب لا يمكن التأخر عنه في المشكلات العاجلة ولكن عز وأصدقاءه يطلبون من المواطنين المشاركة متجاهلين أن المواطن البسيط الفقير «مالياً واجتماعياً» لا يستطيع المشاركة الفعالة، ليس لأنه معارض.. ليس لأنه متآمر.. ليس لأنه إخواني.. بل لأنه بالفعل عاجز عن المشاركة

No comments: