Thursday, December 13, 2007

مظاهر الاحتفالات فى العيد ارتداء الجديد والصلاة وزيارة الأقارب ومصافحة الأهل والجيران وتوزيع العيدية على الصغار



مظاهر الاحتفالات فى العيد ارتداء
الجديد والصلاة وزيارة الأقارب ومصافحة الأهل والجيران وتوزيع العيدية على الصغار

اهتم قدماء المصريين بالأعياد التي كانت مناسبة لديهم لإقامة أفراح عظيمة تغنى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في المواكب مع أصوات القيثارات وأغاني الغرام والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص.
وكانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل. وقد احتوت السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم مثل رأس السنة وأعياد كل شهرين وبدايات الفصول.
ولما كانت الأعياد تلعب الأعياد دورا مهما في حياة الناس، كانت في كل العصور هناك أعياد جديدة تضاف، فيحتفي بها المصريون ويحتفلون. ففي العصور الفرعونية والبطلمية كان هناك عيد يحتفل به لكل معبود. وفى هذه الأعياد يحمل الكهنة تمثال المعبود ويسيرون به في موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم. كما كانت تقام، في تلك الأعياد، العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة. وكان الأهالي، وليس الكهنة، هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة. والمعبود «بس» هو أحد تلك المعبودات؛ وفي يوم عيده كان العمل في بناء الأهرام يتوقف. وكان الأهالي يسيرون في الشوارع، وهم يرتدون أقنعة يتبعهم الراقصون وضاربو الدفوف. وكان أهالي المدينة يشاركون في الغناء من أسطح منازلهم؛ بينما كان الأطفال يعدون بجانب الراقصين، وهم يغنون ويصفقون بأيديهم. وكانت المدينة كلها تستمتع بالأعياد والمهرجانات. وكانت مناسبات رأس السنة وبدايات المواسم أيضا من الأعياد، وتروي كتب التاريخ أن أعمدة وجدران معابد مدينة هابو غرب مدينة الأقصر سجلت طقوس 282 عيدا عرفتها مصر القديمة. وإذا كانت عجله الزمن قد دارت واندثرت تقاليد عديدة وتغيرت عادات العديد من الشعور في الأعياد فان العديد من مظاهر الاحتفال القديمة بالأعياد لا تزال باقية في الريف المصرى باكمله وصعيد مصرخاصة حتى اليوم وتنقسم تلك المظاهر ما بين مبهج ومبك.. وأول مظاهر العيد هنا في صعيد مصر هو «الخبيز» ثم ارتداء الجديد فزيارة مقابر الموتى صبيحة يوم العيد. وتحرص النساء وربات البيوت في الأقصر على الاستعداد للاحتفال بالعيد مبكرا «بيوم الخبيز» إذ تقيم نساء كل نجع احتفالية جماعية لإعداد البسكويت و «الشريك» أو«الناعم» أي الغربية. أما الشريك فهو يجمع بين البسكويت والخبز العادي ويجهز على شكل أصابع ثم يحمص في الفرن لتناوله مع الشاي في الصباح. وذلك قبل العيد بعشرة أيام.. أما ملابس العيد فتشترى قبل العيد. ولا تنسى الأسر الاقصرية في ليلة العيد إرسال «عشاء» من اللحوم والخضروات والفاكهة لكل بنات الأسرة المتزوجات وإلى خطيبات الأبناء ـ أيضا ـ وهو عرف لا يتجاهله غنى أو فقير .
وفى صبحية يوم العيد تقتصر مظاهر الاحتفالات على ارتداء الجديد والصلاة وزيارة الأقارب ومصافحة الأهل والجيران وتوزيع العيدية على الصغار، ويحرص البعض على تناول الإفطار في ديوان العائلة ـ أي دار المناسبات ـ ثم التوجه إلى المقابر لزيارة الموتى، الأهل. كما يفضل البعض قضاء صبحية العيد في حلقة ذكر بإحدى الساحات مثل ساحة أبو الحجاج والشيخ الطيب والساحة الرضوانية. وتعج شوارع المدينة بالشباب والفتيات الذين يتنقلون ما بين ساحة وحديقة ومطعم خاص، المخطوبين والمتزوجين حديثا، كما يمتلئ مجرى نهر النيل برحلات اللنشات السريعة والفلايك الشراعية على نغمات المزمار البلدي. ومن اللافت للنظر بالأقصر في العيد انتقال أهل قرى الغرب إلى الشرق للتنزه. أما أهل الشرق فيعبرون النيل إلى غرب المدينة فيركبون الحمير والخيول ويزورون الآثار ويتجولون بين الزراعات، وتقام السباقات والمهرجانات الرياضية بمراكز الشباب، وتنشط رحلات الحنطور، وتستقبل مدينة الأقصر وبخاصة ساحة سيدي أبو الحجاج وكورنيش النيل والمناطق الأثرية الآلاف من أبناء القرى والمدن المجاورة والذين يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع السياح وخاصة الفتيات منهم.

No comments: